الطبقة العاملة المغربية عوامل اعاقة تشكل وعيها ووحدتها الشاملة .

الطبقة العاملة المغربية

 عوامل اعاقة تشكل وعيها  ووحدتها  الشاملة .

يقودنا التحليل   لتشكل وتكون الطبقة العاملة المغربية ومسار تحولها وتطورها  الى الاستنتاج  بكون  الطبقة العملة المغربية خضعت في سيرورة تطورها الى البلترة الشاملة  بعد ان استكمل الرأسمال هيمنته المطلقة تقريبا على  علاقات الانتاج وتبادل ببلادنا في العقد الاخير من القرن الحالي مع ما سمي بعصر العولمة أي عولمة فائض القيمة بتعبير  المفكر  سمير امين  حيث اصبحت العمل الماجور والملكية الخاصة لوسائل الانتاج السمة الجوهرية التي تطبع النظام الاقتصادي ببلادنا وبالتالي نهض على انقاض هدا الاساس المادي الاقتصادي انقسام حاد للطبقات الاجتماعية  المتناقضة المصالح والمواقع ومن بينها الطبقة العاملة التي تشكل الطبقة الرئيسية والاساسية ضمن النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد ببلادنا
والى الاستنتاج ايضا انه بالرغم من الموقع والدور الاساسي والرئيسي للطبقة العاملة المغربية في الانتاج  والمجتمع المغربي   ووحدتها المادية الواقعية التي  يؤسس لها  الشرط المادي الموضوعي : الحرمان من الملكية أي ملكية وسائل الانتاج  والخضوع الى الاستغلال من طرف الراسمال   وكدلك انفصالها وطلاقها النهائي مع  اصولها الطبقية السابقة أي  الفلاحين  الصغار والمتوسطين والفقراء في بداية  القرن الماضي والدي جرهم الراسمال الامبريالي ونظام حكمه الاستعماري الفرنسي اثناء الاحتلال المباشر للمغرب . فان  الطبقة العالمة تظل على المستوى النقابي   وعلى مستوى وحدتها النوعية  مشتتة وموزعة وعديمة التاثير في مجريات الصراع الاحتماعي والسياسي فبالاحرى الحديث عن دورها القيادي لهده الصراع بما يحقق مصالحها الطبقية العليا .
وهو الاستنتاج الدي يقودنا الى طرح السؤال عن العوامل التي  انتجت ولا تزال هدا الوضع  بما يضمن  تقديم مداخل المعالجة  لبلورة استراتيجية  ثورية  وفق رؤية وتصور الطبقة العاملة  وبالاستناد على العدة النظرية المكونة تاريخيا أي الماركسية اللينينية وتجارب الحركة الشيوعية العاملة وعلى راسها التجربة البلشفية الرائدة .
بنية  الحركة النقابية والتعدد النقابي  ا واليات تحكم وهينة البورجوازية على الطبقة العاملة  المغربية .

كما مر بنا  في سياق  نقاش صيرورة ومراحل تكون الطبقة العاملة   بيان ان  البروليتاريا المغربية وبحكم  عوامل تكونها  وجدت نفسها  بحكم تناقضها العدائي مع  الراسمال الامبريالي الفرنسي وجهاز دولته الاستعماري   في صدام مستمر وضاري  مما جعلها تقتحم الصراع والنضال السياسي  الوطني من بابه الواسع وهو ما جعلها اشد ارتباطا بالطبقة الوسطى  وخاصة التجارية ومثقفيها  لكونها الطبقات التي قادت النضال الوطني  وبحكم ارتباط  اليد العاملة المغربية  المتحولة قسرا وحديثا من فلاحيتن اسياد واحرار ضمن المجموعات القبلية  وتنظيماتها التعاونية  بماضيها الدي افتقدته  في واقعها  كيد عاملة وطبقة  فاقدة للحرية ومصدر العيش ووسائل العمل اشد ارتباطا ايضا بالبوادي والارياف وبالحركات  المناهضة الوجود الاستعماري بالبوادي والارياف  وخاصة حركة المقاومة وجيش التحرير , بناء على هدا الارباط وبحكم هده العوامل وفي سياقها تاسست الحركة النقابية المغربية وخاصة الاتحاد المغربي للشغل  كاطار   لتنيظيم كفاح الطبقة العاملة الوطني وفي سياق الصراع ضد  قيادة  الكونفدرالية العامة للشغل الفرنسية وفرعها المغربي وفرع الحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب  وهو التناقض الدي  وضفته سلطة الاحتلال الفرنسي   لدحر الحركة الشيوعية  في اطار الصراع الدولي   الدي كان يخترق العالم ويقسمه الى كثليتين متناحريتين بعد الانتصارات الكبيرة  للاتحاد السوفياتي في مواجهة النازية والفاشية باوربا وظهور المعسكر الاشتراكي وانظمة الديمقراطيات الشعبية  باروبا الشرقية  وهو ما عبر عنه وزير خارجية  فرنسا في خطاب موجه لقيادة الوفد المفاوض    اثناء توقيع اتفاقية اكس ليبان الخيانية :  ولقد اكدنا  في جميع المناسبات على سيادة  المغرب المستقلة وعن سعينا لتكوين طبقة من التقنيين تكون قادرة  على تسيير شؤون البلاد  بالشكل الدي يضمن استمرار علاقة الشعبين ومصالحهما ةاننا ضد اعداء الشعبين المغربي والفرنسي وصداقتهما : هؤلاء الدين يسعون لخدمة مصالح الشيوعية "
وهي الرسالة التي التقطتها البورجوازية التجارية الوسطى  واطرها المتعلمة وحسمت امر الصراع بتاسيس نقابة الاتحاد المغربي للشغل  بحيث ستخرج الطبقة العاملة المغربية من دائرة  تاثير  التيارات الشيوعية  الى الخضوع المطلق لهيمنة البورجوازية  المغربية وفكرها وايديولجيتها السلفية   الجديدة   كنزعة تلفيقية وتوفيقية بين  الارث الفكري المتخلف والرجعي والحديث اللبرالي المتوحش .
ومع  انتقال المغرب  من   الخضوع الاستعماري المباشر وسيطرة نظام حكم الراسمال الامبريالي وخاصة الفرنسي الى  حكم كبار الملاك  والشريحة العليا من البورجوازية التجارية في اطار مساومة  تاريخية لتقاسم السلطة  والتي  اتخدت لها صورة التحالف بين القصر  بما هو  الممثل  السياسي  لمصالح  الملاك العقاريين وكبار اغنياء الفلاحين المستفيدين من الوجود الاستعماري   والمدعومين  بكبار ضباط الجيش الفرنسي من المغاربة وكبار القواد والباشوات  وكبار  الموظفين في الجهاز البيروقراطي لدولة الاحتلال الفرنسي والاسباني  وقيادة حزب الاستقلال  وجزءا من قيادة جيش التحرير الوطني  المرتبطة بها  . هو الانتقال والتحول الدي لم تكن الطبقة العاملة المغربية والحركة النقابية بعيدة عنه بل تشكل جزءا منه وهكدا  ستتحول  النقابة الوليدة الى نقابة رسمية  تابعة  لجهاز الدولة  وسلطتها  واستفادت بهدا المعنى من  امتيازات النظام الحديث خاصة في عهد حكومة عبد الله ابراهيم ( بنية عقارات  على مجموع التراب الوطني  منح دورية وميزانيات  تفرغ للاطر النقابية  ....)  تكونت معه فئة وشريحة متنفدة داخل الحركة النقابية  ونمت معها مصالحها المرتبط بنيويا بمصالح النظام وجهاز دولته الجديد وهو الواقع الدي عجل  بتسارع التناقضات داخل الحركة الوطنية  وخاصة حزب الاستقلال والدي عكس   تناقضات المجتمع وبنية النظلم الوليد  حول مضمون  السياسة الاقتصادية والاجتماعية والعلاقة مع  تركة الاستعمار المباشر  حيث اختارت الشريحة العليا للبورجوازية المتوسطة    وكبار اغنياء الفلاحين ممثلة في قيادة حزب حزب الاستقلال الى جانب الكومبرادورية العميلة للاستعمار  ممثلة في الاسرة الملكية وكبار الاعيان الملاكين العقاريين المستفدين من  النظام الاستعماري  والجهاز البيروقراطي العسكري والاداري والشرائح الدنيا من البورجوازية المتوسطة  والصغرى  وصغار الفلاحين  والحرفيين  الملتفين في اطار  المقاومة وجيش التحرير  وهو التناقض والصراع الدي افضى الى بروز الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال ومن بعده الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ليمتد التنتقض والتحول الى الحركة النقابية / العمالية  حيث سنتحاز الحركة النقابية  الوليدة ممثلة في  الاتحاد المغربي للشغل الى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية  ومعها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب   ايضا  وبالموازة مع دلم ستظهر الى وجود نقابة الاتحاد العام للشغالين والاتحاد العام لطلبة المغرب   التابعان لحزب الاستقلال .
على قاعدة هذا الفرز الطبقي وعلى اساس التناقض الرئيسي  الذي حسم  موازين القوى الطبقية التي انتجتها مرحلة الكفاح والصراع الوطني ضد الوجود الاجتماعي لصالح  الطبقات  الرجعية الوارثة  للاستعمار المباشرة ممثلة في كبار الملاك العقاريين اساسا والبورجوازية الكبرى التجارية اساسا  التابعة   للمراكز المالية الرسمالية  مسنودة باوليغارشية عسكرية وبيروقراطية ادارية مخزنية متحورة حول  كبار قياد وباشوات  العهد الاستعماري البغيض  في اطار عملية استبدال طبقي على قاعدة استمرار   بنية النظام الراسمالي التبعي الممغرب  وهو التحول الذي  كان من نتائجه المباشرة   الاتجاه بشكل موضوعي نحو بناء  مؤسسات فوقية لضبط وتنظيم حركة التحول الاجتماعي  ببنية النظام حيث سيعرف  المغرب تضخم  جهاز الدولة الطبقي  وتوظيفه  في اعادة انتاج العلاقات الانتاجية والطبقات السائدة من خلال  السياسة التعليمية والصحة  وانتاج الاطر الادارية العصرية لسد الفراغ في جهاز الدولة البيروقراطي لادارة  المؤسسات الانتاجية الاقتصادية والخدماتية بعد استرجاعها شكليا ( مغربتها) من  الاستعمار الفرنسي والاسباني المباشر  ووضعها تحت  الملكية المباشرة لدولة الكومبرادور حيث سيعرف المغرب  بروز  فئة واسعة  وشرائح متعددة من البورجوازي الصغرى والمتوسط طابع الطابع المديني  المثقفي /  التعليمي وهي حركة  موضوعية  تفرضها بنية تطور   نظام الانتاج الراسمالي التبعي  وحاجته الموضوعية لوجود طبقات  وسطى واسعة على خلاف حركة تطور بنية النظام الراسمالي   العالمي الذي يقود موضوعيا الى القضاء على الطبقات الوسطى وخاصة في مجال   الانتاج السلعي  ودفعا الى  التبلتر امام جنوح الراسمالي الى التمركز والاحتكار وعدم قدرة الراسمال الصغير والمتوسط على المنافسة الضارية في عالم المضاربات   واكتساح الاسواق العالمية .
ان  هذا التحول الكبير  الذي شهدته البنية الطبقية للمجتمع المغربي وبنية النظام الراسمالي التبعي  كان سبا موضوعا  لاحتلال الفئات الوسطية لمواقع القيادة في الصراع الاجتماعي والسياسي   سواء عبر تعبيراتها الفكرية السياسية ( الاتحاد الوطني  للقوات الشعبية باجنحته المتصارعة  والحزب الشيوعي المغربي )  او عبر   التعبيرات النقابية  وخاصة الاتحاد المغربي للشغل حيث ستدفع  الطبقة العاملة المغربية الى اخلاء مواقع القيادة  الى  النقابات  الخاصة بفئات وشرائح البورجوازي الصغرى والمتوسطة  والتي استعملت فيها الية  تنظيمية اكثر خبثا ومكرا يعكس  الروح الطبقية  للبورجوازي الصغرى شرائحها المتنوعة الانتماءات والاصول الطبقية  نذكر منها :
1 /  النقابات الوطنية المهيكلة قاعديا  ووطنيا  لرجال التعليم والبريد والصحة والفلاحة السكك الحديدية  الفوسفاط  الكهرباء والماء الصالح للشرب واستغلال الموانئ وهي كلها نقابات  تاطر   الفئة البورجوازية   بكل مكوناتها والتي لم يسلم منها حتى النقابات  التي يعكس شكلها الطابع العمالي ( الفوسفاط والفلاحة مثلا) في حين او واقعها هو هيمنة   عناصر الادارة المساهمة في تنظيم وتسير عملية الاستغلال ( موظفي  الادارة وجهاز المهندسيين  وحتى بعض مديري المكاتب الوطنية   لمؤسسات الكهرباء و الماء الصالح للشرب والموانئ والسكك الحديدية ..)
2 / فرض التشتت على  النقابات العمالية وابقاءها ضمن دائرة الفروع المحلية  بالمناطق  والنقابات المحلية بالمؤسسات الانتاجية والخدماتية ومحاربة  اية امكانية لبناء نقابات عمالية حسب  السلسلة الانتاجية والخدماتية ( نقابة عمال الحديد والصلب  مثلا .  عمال الصناعات الغدائية ,  النسيج والزرابي . العمال الزراعيين  بمؤسسات سوجيطا وصوديا ..الخ ) لفرض  قوتها التنظيمية  وجدليا السياسة والفكرية وحضورها القوي في الصراع الاجتماعي / السياسي
ان  الالية المدكورة  ورغم ما شهدتها الحركة النقابية من تنوع وتعدد وانشقاقات متواصلة شكلت الاداة المركزية والاساسية في  استمرار  الهيمنة المطلقة  للتيارات البورجوازي الصغرى والشريحة العليا منها على  الحركة العمالية المغربية وعطل امكانية    بناءها  سياسيا ونقابيا وان كل ما شهدته الحركة النقابية ببلادنا من  حركية  وانبثاق نقابات  من صلب الاتحاد المغربي للشغل ومن بعده الكونفدرالية الديمقراطية للشغل  لم يكن وليد تطور  في بنية الحركة النقابية  وتحول في افق سيرورتها حركة عمالية بما للمفهوم والتعريف من دلالات فكرية وسياسية بقدر ما كان نتيجة موضوعية لحركة الفرز  المتواصلة  في صفوف البورجوازية الصغرى ومكوناتها  وصراع الاجنحة   والاتجاهات في تعبيراتها السياسية والفكرية .
بنية نمط الانتاج الراسمالي التبعي بالمغرب وقوانين تطوره كعامل اساسي  ورئيسي  في اعاقة تطور البروليتاريا المغربية
وما يزيد من   تعميق وسيادة النزعة والهيمنة البورجوازية على الحركة العمالية  ببلادنا ويعطل  سيرورة تكونها  وانبثاق وتطور وعيها الطبقي من قلب الممارسة الميدانية للصراع على الواجهة الاقتصادية الاجتماعية  هو الذي الذي يلعبه الراسمال الكومبرادوري والامبريالي  ضمن بنية الانتاج الراسمالية التبعية وحركته الدائرية والتي  ترتكز على قانون تدمير قوى الانتاج بشكل  دائم ومستمر  معه تتعرض الطبقة العاملة المغربية الى التدمير وعدم الثبات والاستمرارية  لخلق ومراكمة قواعد وتقاليد الكفاح العمالي  .
جدير بالذكر  ان طابع التفارق والتميز  نظام الانتاج  السائد ( نمط  الانتاج ) ببلادنا هو افتقاده  للحلقة الصناعية والذي يكل ضرورة موضوعية  وقانون يحكم علاقاة التبعية لهذا النظام بالنظام الراسمالي العالمي الذي وضعت اساس المادية  اثناء الفترة الاستعمارية المباشرة واستمر عبر عملية الاستبدال الطبقي الذي حلت في سياق تطور الوجود  والنظام الاستعماري   نفسه  وهذا الافتقاد هو شرط استمرار علاقات التبعية وهو ما يجعل الارض وسيلة  الانتاج الاساسية وترتب على ذلك سيطرة الانتاج  الزراعي على  الانتاج الاجتماعي وهو الانتاج  الذي  عرف تطورا متواصلا بحكم  الاولوية التي احتلها في  سياسة دولة الكومبرادور بالمغرب  ليفي بمتطلبا الحاجة الاستهلاكية  لدول موطن الراسمال الامبريالي العالمي عبر  التصدير  والارتباط بالسواق الخارجية  وهو ما  يجعل من الملاكين والزراعيين الكبار ليس طبقة قائمة بذاتها ومتميزة طبقيا واجتماعيا عن   البورجوازية  التجارية والمالية بل مكون اساسي منها او  للدقة شريحة وفئة من البورجوازية الكومبرادورية تجمع بين الطابع الزراعي الراسمالي والتجاري والمالي بحكم  ارتباط دائرة الاستثمار والانتاج والتسويق لديها  بعلاقات التبعية وتحددها بها  وهو ما يجعل من التلاحم بين مكونات البورجوازية الكومبرادورية  شرط استمرارها طبقة مهيمنة ومسيطرة  ضمن بنية المجتمع المغربي  واساس تلاحمها وترابطها يرتبط بدورها التمثيلي للوجود الامبريالي  عبر علاقة التبعية وهوما يعطي لمفهوم الكومبرادورية طابعه النظري العلمي  لتحديد الطبيعة الطبقية للبورجوازية الكبرى بالمغرب  . ان هذا التميز الذي يطبع بنية الانتاج الراسمالي بالمغرب ( الطابع الزراعي  وما يرتبط به من حلقات الانتاج ذات الطابع الاستهلاكي البسيط والمباشر ) يجعل  امن الفلاحين والعمال الزراعيين خاصة الطبقة  الاجتماعية الرئيسية  التي تتحمل  اكثر من اية طبقة اخرى  عبئ الاستغلال بل الاستغلال المضاعف والفائض بتعبير  مهدي عامل في مجتمعنا  ونظام انتاجه الراسمالي التبعي .
حيث تعرف حركة الراسمالي في دورته الطبيعية بالمغرب  الانتقال من مجال  الريع العقاري ( الزراعة ) والتجارة الى  الراسمالي المالي المضارباتي  دون حلقات الانتاج الصناعي  والذي ان وجد فهو  لا يخرج في احسن الاحوال عن  الصناعة التحويلية والاستهلاكية   وليس انتاج وسائل الانتاج عبر الصناعة الثقيلة العصرية  حيث تبقى دائرة الانتاج  في الصباعة التحويلية رهينة  لفعل قانون الالتفات  الراسمالي على حركة انخفاظ فائض القيمة الذي تحدثه ازمات التسويق  الدورية   للبضائع والسلع بما هي التعبير عن قوة العمل ومصدر  فاائض القيمة المتخفي سحريا في هده البضاعة كما قال ماركس  وكشفه في   اكتشافه العلمي الثوري الذي حول الاشتراكية من  خيال الى علم  في مجلدات  الرسمال .
وهو القانون الموضوعي الذي فعل  في تدمير   دائرة الانتاج في  الصناعة النسيجية بالمغرب والزرابي  والصناعة الغدائية   وكان من نتائجه اغلاق   المعامل والمؤسسات  وتدمير الطبقة العاملة النسيجية وتحولت معها مدن عمالية بكاملها الى مدينة اشباح  وحول اليد العاملة الى  جيش  احتياطي فائض عن العمل  او في احسن الاحوال الى  تجار بالمفرق وحراس المواقف والعمارات السكنية وحراس ليليين وغيرها من الوظائف والاعمال لسد  حاجيات وضرورية العيش والحياة  كما هو الشان بالنسبة  لمدينة فاس التي كانت تشكل ثاني مدينة صناعية وعمالية بالمغرب بعد البيضاء وسلا وبرشيد وسطات في عهد الغير المؤسوف عليه ادريس البصري . وكذلك الشان بالنسبة لليد العاملة المنجمية التي تعرضت للتدمير   في مناطق ومؤسسات انتاجية عديدة  وتحولت معها مدن بكاملها  الى مدينة اشباح وبطالة دائمة ومقنعة وخاصة المدن التي ارتبط وجودها ب حركة الانتاج المعدني ومنها جرادة بعد اغلاق   مناجم الفحم الحجري ومدينة امريرت وجبل عوام بعد اغلاق  المناجم  وغيرها من المناطق والقرى العمالية وانتقال حركة الانتاج المعدني الفوسفاط الى  مناطق الاكتشاف الجديدة بسواحل اسفي  واقليم الصحراء الغربية ونضوب   خزانات منطقة الرحامنة وتادلة بكل من  ابي الجعد وبوجنيبة وخريبكة .
حيث يلاحظ اتجاه الراسمالي الامبريالي والكومبرادوري  في اطار  اعادة  تقسيم العمل على الصعيد العالمي كوسيلة للاتفاف على  تراجع عائد فائض القيمة على الصعيد العالمي الى جنوح الراسمالي  في حركة موضوعية  الى  الاستثمار واكتساح اسواق جديدة  ومجالات استثمار لم تكن مالوفة في  مناطق النفود السابقة   وهكذا  طهرت الصناعات التركيبية والتحويلية بمناطق التجارة الحرة والموانئ البحرية  وانتق معها   الثقل العمالي الى هذه القطاعات  الانتاجية الجديدة والمستحدثة وخاصة صناعة تركيب السيارات والحلقات الانتاجية المرتبطة بها  وصناعة الخرسانة  والبتروكيماوية املتها ضرورة  تخفيظ الكلفة الانتاجية ومضاعفة فائق القيمة  بالمقابل وهو ما  جعل من   الطبقة العاملة المغربية    تعرف من جديد تحولا بنيويا كبيرا باعتماد سوادها الاعظم على اليد العاملة النسوية اولا وثانيا   افتقادها لتقاليد العمل النقابي  بحكم  جدتها وحداثة تكوينها في وقت عرفت جزءها الكبير التدمير والانتقال الى العطالة والتدمير الطبقي وتزامن  هذا التحول في بنية الطبقة العاملة المغربية  وحركة الانتاج بتشريعات رجعية تسمح  للراسمال بمضاعفة الارباح وحجم الاستغلال من خلال مدونة الشغل   ومحورها المركزي  المرونة في التشغيل أي فتح الباب الواسع امام البورجوازية الكومبرادورية والبورجوازية الاحتكارية العالمية للتخلص  من اليد العاملة وتسريحها وتريع نظام العمل المؤقت عبر نظام المناولة من الباطن  واللجوء الى شركات التشغيل بما تصمنه من سهولة في  التخلص من العمال  وتخفيض كلفة الانتاج وهي كلها عناصر  كان ولا يزال لها الدور السلبي الكبير في    تعطل تنامي الوعي السياسي  الطبقي للطبقة العاملة ويعقد شروط  تحقق ذلك وهو ما يشكل  عنصر ازمة  تشكل الحزب البروليتاري الماركسي ـ اللينيني وليس العكس كما يعتقد اغلب يساريينا .
على سبيل الخلاصة
يقودنا التحليل   لتكون الطبقة العاملة المغربية  واطار هذا التكون والتطور وعوامل اعاقة تشكل وعيها الطبقي سياسيا وفكريا أي معيقات تحولها الى طبقة قائدة للصراع الطبقي ببلادنا عبر حزبها  الثوري المسلحة بالنظرية الماركسية ـ اللينينية وبرنامجها الشامل لتغيير  النظام القائم وبناء   النظام الاشتراكي الى الاستنتاج  ان :
  بنية  الحركة النقابية الحالية ومكنزماتها  والياتها التنظيمية  تشكل سندا قويا لاستمرار هيمنتة  التيارات  البورجوازية الصغرى بكل اتجاهاتها اليمينية الاصلاحية و"اليسارية " والتحريفية من جهة ومن جهة اخرى طبيعة  نظام الانتاج الاجتماعي السائد أي نمط الانتاج الراسمالي التبعي وعلاقة التبعية للنظام الراسمالي  العالمي وقوانين تطوره  ونتائج  ذلك  على بنية  الطبقة العاملة المغربية يشكلان عامل اعاقة تكون وتحول البروليتاريا المغربية طبقة قائدة للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ب بما هي الشكل التاريخي  المميز للثورة الاشتراكية  ببلادنا  في شروط همينة علاقات الانتاج الراسمالية التبعية وعلاقة التبعية وترابطهما العضوي حيث  يتداخل النضال الوطني في وحدة عضويا بالنضال الطبقي  البروليتاري  ويصير النضال ضد الامبريالية والتبعية هو هو  نفسه النضال والصراع ضد  البورجوازية الكومبرادورية بكل مكوناتها وفئاتها .
وهي الخلاصة التي تفضي الى  اعتبار  النضال من اجل بناء  حركة عمالية قوية  يكون البعد النقابي مدخله وذلك  بالنضال والعمل من اجل فك الارتباط النقابي للطبقة العاملة نقابيا بفئات البورجوازية الصغرى  المنقبة وبناء  نقابات عمالية مركزية  يكون عمودها الفقري  اليد العاملة المنجمية والعمال الزراعيين  لما تشكله من مركز ثبات واستمرارية ومركز ثقل  عمالي طبقي داخل الطبقة العاملة المغربية نفسها  وهي عملية لا تنفك عن النضال الضاري ضد شروط الاستغلال  واسسه أي  ضد  نظام الكومبرادورية  السائد وسلطته   الساهرة على تجديد وادامة  علاقات الانتاج  السائدة والمعيقة بنيويا لتطور قوى الانتاج وفي القلب منها  الطبقة العاملة بما هي العنصر الاساسي ضمن قوى الانتاج انهما صيرورتان متلازماتن ومرتبطتان في وحدة عضوية جدلية  وبصيغة  اكثر دقة ووضوح  لا امكان لبناء  حركة عمالية قوية وتحول الطبقة العاملة لطبقة قائدة للصراع والطبقي والثورة  ببلادنا خارج الصراع الشامل ضذ النظام القائم واسسه المادية الاجتماعية ومعه يبقى لشعار" لنبني الحزب الثوري تحت نيران العدو"  راهنيته وجدته الثورية  الحارقة .
عبد الله الحداوي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

اراء حرة ....وثائق ومناقشات - استقلال ام استبدال طبقي ؟